تحليل كمال محمود
بطبيعة الحال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرط أي مدرب في فرصة قيادة منتخب بلاده خاصة عندما تواتيه على طبقة من فضة، فهو شرف ما بعده شرف ويبقى ذلك أعلى وأرقى مراتب التدريب وأهم بصمة في مسيرة أي مدرب.
ومع هذا نجد أنفسنا أمام قضية من نوع خاص في هذا الصدد.
هنا نتحدث عن بيتسو موسيمانى مدرب الأهلى ورفضه تدريب منتخب بلاده رغم التوسل إليه من مسئولي اتحاد الكرة في جنوب أفريقيا ليقود البافانا بافانا.
وإذا ما بحثنا عن الأسباب التي دعت موسيمانى إلى التمسك بالبقاء مع الأهلى ورفضه تدريب منتخب بلاده .. سنجد الأموال تطل في مقدمة هذه الأمور ولكن ليس حسب، فهناك أشياء أخرى حكمت قرار المدرب الجنوب أفريقي.
بحسب وسائل الإعلام المحلية هناك في جنوب أفريقيا، العامل المادى له دور كبير في رفض موسيمانى العودة لقيادة منتخب بلاده بسبب الملايين التي يحصل عليها داخل النادى الأهلى والمكافأت السخية التي يتقاضاها عقب كل بطولة يحرزها مع الفريق الأحمر وما أكثرها بحسب وصف الصحف الجنوب أفريقية التي رأت أن ذلك لن يتحقق لموسيمانى حال قيادة منتخب الأولاد خاصة وأن الاتحاد الكروى في بلاده يعانى من قضايا مالية واتهامات بالفساد من الممكن ان تطيح بجميع أفراد المنظومة في أي وقت وهو ما يخشى منه موسيمانى أن يكتب نهاية سريعة وفاشلة للتجربة حال حدوثها.
وإذا ما نظرنا إلى الموضوع من الناحية الفنية، فقد تكون هناك قناعات لدي موسيمانى أن المرحلة الحالية ليست مرحلة العمل في المنتخبات نظرا لاختلاف الوضع بينها وبين التدريب في الأندية، خصوصا وأن موسيمانى سبق وتولى تدريب منتخب جنوب أفريقيا في الفترة من 2010 وحتى 2012، ويدرك تماما الصعوبات التي ستقابله إذا وافق على العرض لاسيما وأن منتخب الأولاد يعيش مرحلة هبوط فنى لا مثيل لها ، بعدما فشل في التأهل لكاس أمم أفريقيا 2021 لحساب غانا والسودان ، ويحتاج الفريق إعادة بناء من جديد وهو ما يستنزف الكثير من الوقت والجهد وقد ينجح أو يفشل حسب الظروف والامكانيات المتاحة.. ما يعنى ان التجربة على المحك ويساورها الشك قبل أن تبدأ .. ومن هنا اتخذ الموس قراره بتأجيل قيادة جنوب أفريقيا لحين اشعار اخر.
أما في الأهلى، فكل طلبات موسيمانى مجابة وكل الإمكانيات المتاحة، وتمنحه الإدارة الحمراء كل الصلاحيات اللازمة للنجاح، خاصة وأن الجميع في قلعة الجزيرة يسعى لانجاح تجربة المدرب الجنوب أفريقي من أجل إثبات حسن الاختيار والتأكيد على صحة وجهة نظر الإدارة التي أعتبرها الكثيرين في بدايتها مغامرة محفوفة بالمخاطر لغرابة اعتماد بطل مصر وزعيم الأندية الأفريقية على مدرب من القارة السمراء لأول مرة في تاريخه.
وبكل تأكيد فأن تدريب منتخب بلاده جنوب أفريقيا هدف واضح يسعى إليه موسيمانى، ولكن ليس الأن وربما في مرحلة قريبة بعد إنتهاء تجربته مع الأهلى وحصد الكثير والكثير من البطولات التي تدعم سيرته الذاتية ومشواره التدريبى وتكون بمثابة السند له في أى تجربة جديدة، وربما أيضا ينتظر صلاح الأحوال وفرض الاستقرار في اتحاد الكرة في بلاده حتى يضمن العمل في أجواء تساعد على النجاح وأن تكون تضحيته في محلها عندما تحين.
نقلا عن اليوم السابع
Comments